Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
islamochretien
5 mai 2007

كلمة الاب سليم دكاش اليسوعي

كلمة الاب سليم دكاش اليسوعي
رئيس مدرسة سيدة الجمهور في إفطار المدرسة لصوم رمضان 2005
في 29 تشرين الاول 2005

   ]

ها إن الشهر الفضيل يتقدم نحو ختام حسناته ويطل عيد الفطر، عيدًا مجيدًا يفيض بركات الله، عز وجلّ، على عباده. ومن حسنات الشهر وبركات العيد أنه يتيح لعباد الله أن يلتقوا ويتعارفوا ويمجدوا الله معًا، وهذا الإفطار الذي تدعو اليه مدرسة سيّدة الجمهور ورابطة قدامى مدرستنا أصبح تقليدًا حسنًا ودليل بركة وطريق حوار المحبة، وهو حجر يضاف الى الحجارة الحية التي بها يبنى صرح الحوار الدائم بين الكاثوليك والمسيحيين والمسلمين.

فمن هذا الحوار ومن هذا اللقاء الى المائدة التي نتشارك فيها الخبز والملح والزيت، يزدهر التعارف بيننا وتنمو الثقة في قلوبنا المجتمعة، حسبما قال قداسة البابا الراحل بولس الثاني.

وكلما نتذكر اليوم ما لقداسة هذا البابا من مآثرَ جلّى في حقل الحوار المسيحي الإسلامي لا بل أقول في مجال القربى المسيحية الاسلامية، انتقل في الثاني من نيسان الفائت من هذه الحياة الأرضية ليولد الولادة الثانية والأخيرة في حضن الله، إله ايمان ابراهيم، ابي الايمان  وأبي المؤمنين. وقد انبرت الأقلام تشيد بما أنجزه هذا البابا في مجال التقارب بين الأديان، الى حد أن الاستاذ محمد السمّاك كتب قائلاً: "لا أضخّم الحدث إن قلت إن رحيل البابا يوحنا بولس الثاني هو خسارة جمة للكنيسة الكاثوليكية وللمسيحيين بوجه عام، إلا أنه خسارة ايضًا للعلاقات بين المسيحيين والمسلمين. بيد أنه لا يمكن التعويض عن هذه الخسارة إلا بالسير على خطاه وبمتابعة الطريق التي أشار اليها، بايمان وشجاعة، خصوصاً في لقاء اسيزي. مدينة أسيزي حيث يستريح القديس فرنسيس رائد الحوار الاسلامي المسيحي بين الكاثوليك والمسلمين".

وفي هذه العشية، ولمناسبة هذا الإفطار، كيف لا نتذكر ايضًا ما أنجزه وحققه هذا البابا العظيم من اجل قيامة لبنان وسكوت المدافع فيه ومن أجل حريته وحرية أبنائه جميعًا وقد دفع كثيرون، ومنهم أحباء لنا، من رجال دولة وسياسيين ومثقفين ورجال إعلام، حياتَهم ثمنًا لاسترداد هذه الحرية. وكذلك من أجل وحدتهم في التضامن والحوار الحقيقي البعيد عن التزلف والنزعة الى استخدام هذا الحوار للغلبة على الآخر؟ ولا ننسى أن هذا البابا يوحنا بولس دعا لبنان واللبنانيين مسيحيين أولاً ومسلمين ثانية الى الألتزام بخط الحوار والوحدة ضمن احترام التعددية الانسانية الحضارية، ليكون لبنان في هذا الشرق قوة رسالية حضارية مؤسس الحضارة والعدالة والحقيقة والمحبة والحرية وهي القواعد الأربعُ الداعمة لتأسيس السلام وحضارة الأخوّة البشرية، وهذا ما دعا إليه أحد البابوات السابقين يوحنا الثالث والعشرين، صديق لبنان، في رسالته الشهيرة "السلام على الارض".

واليوم، بالرغم من كل العوائق والصعاب، نرفع التحدي بأن نستمر في الحوار واللقاء والمبادلة. يسمّي الكتاب الكريم رسل السيد المسيح بالحواريين، ونعرف من المنجد أن أصل الكلمة هو في اللغة الحبشية، لكن فلنصبح نحن حوارييّ اليوم، أي أهل الحوار ورسل الحوار في سبيل بناء مستقبل العيش المشترك، وفيه مستقبل دولة المواطنية واحترام سلطة القوانين والحقوق والواجبات. لا يكون ذلك إلا عندما نهدم الجدران التي تبنيها الأنانية، وعندما نبني جسور الصداقة والإيمان بالآخر وبالله.

أيها الأحباء،

عندما خاطب البابا الحالي بندكتوس السادس عشر اخوته المسلمين في مدينة كولونيا في شهر آب الماضي، دعا المؤمنين جميعًا الى نبذ كل ما يؤدي الى الكراهية والتعصب والعنف، والى ان يكون الدين طريقاً لاحترام كرامة كل انسان، وقال أيضًا إنه يجب أن نعترف بأن الاحترام المتبادل والتخاطب والتفاهم لم يكن دومًا، في الماضي، الطريقَ التي سرنا عليها ولا بد ان نتجاوز هذا كله. ذكرنا بأن هذه المهمة وان كانت صعبة فهي ليست مستحيلة، لأن المؤمن يقدر أن يعتمد في ذلك على القوة الروحية للصلاة ، وهي من خصائص شهر رمضان وأيام الصوم الخمسين في المسيحية.

أيها الأحباء، الحوار لا يمكن ان يكون خيارًا ظرفيًا وتكتيكيًا، انه ضرورة نعلّمها اليوم لتلاميذنا ضمن مشروع حياة للحياة، ونعمل من أجل الحوار ليصبح ثقافة التخاطب والاحترام المتبادل والحق في الاختلاف وحرية الكلمة والمحافظة على القيم المشتركة. فلنكن شهودًا لبناء جسور المحبة والتضامن والأخوة والحب. وليحمِنا الله عزّ وجلّ، وهو الرحيم الغفور من كل سوء، ولْيبارك خطانا وليهدِ دربنا بنوره.

وكل رمضان وكل فطر وكل سنة وانتم بخير.

http://www.ndj.edu.lb/anciens/iftar2005.htm

Publicité
Publicité
Commentaires
islamochretien
Publicité
Publicité